السدم الحلزونية في اكتشاف الكون المتسع

سبق ان وضع ويليام هرشل كاتالوج للسدم في عام 1790 موضحا ان بعض السدم مشابهة في طبيعتها لمجرة درب التبانة ، وفي تخمينات هرشل الذي كان متأثرا باقتراحات الفلكي ” ايمانويل كانت ” بأن السدم عبارة عن جزر كونية منفصلة وبعيدة عن درب التبانة.

حتى توصل بعد ذلك لورد روس باستخدام تلسكوبات افضل الى ان للسدم اذرع تلتف بشكل حلزوني ، بينما اقترح  ويليام هاغينز ان معظم السدم عبارة عن تجمعات نجمية. وبعيدا عن حقيقة ان السدم قد تحتوي على بعض النجوم الى انه في وقته لم يُعرف الكثير عنها حتى مطلع القرن العشرين حين بدأ فيستو سليفر في دراستها.

خلال عمل فيستو سليفر مع بيرسيفيل لويل في مرصده قام بتطوير سبكتروغراف لدراسة افضل للتحليل الطيفي للضوء القادم من اطراف هذه الاذرع.

في ذلك الوقت كانت اندروميدا تعتبر سديم وليست مجرة كما هو معروف الان ، درس سليفر التحليل الطيفي لاذرع سديم اندروميدا ليجد ان التحليل يميل للون الازرق Blueshift  ، مستنتجا ان الاطوال الموجية تعرضت لتقصير او ضغط في طريقها للوصول الى الارض استنادا الى تاثير دوبلر Doppler shift ، مما زاد من ترددها ، وذلك بسبب تحرك مصدر الضوء باتجاه الارض ، اي ان اندروميدا تتجه نحو الارض ، حسابات سليفر قدرت سرعة اندروميدا بـ 300 كيلومتر بالثانية .

سليفر درس خمسة عشر سديم مختلف ليجد ان كلها تتحرك بسرعات هائلة ، وان احدى عشر سديم منها تتحرك مبتعدة عن الارض لانه يظهر في التحليل الطيفي لها ميلان للون الاحمر Redshift نتيجة تعرض الاطوال الموجية للشد والاطالة ، وان اربعة من السدم تقترب من الارض لان التحليل الطيفي لها يميل للون الازرق.

قام سليفر بتقديم ملاحظاته هذه الى الجمعية الفلكية الامريكية ، وبعد خمسة سنوات قدم ملاحظات جديدة يذكر فيها ان 21 سديم في ابتعاد عن الارض واربعة في اقتراب ، وذكر ان سرعاتها هائلة جدا قد تصل الى 700 كيلومتر في الثانية .

المناظرة الكبرى Great Debate التي عقدت في واشنطن عام 1920 بين كل من هارلو شابلي و هيبر دي كورتيس ، كانت الى حد ما نتيجة لملاحظات سليفر ، ولم يتم التوصل في وقته الى اتفاق علمي اذا ما كانت هذه السدم داخل مجرة درب التبانة ام خارجها.

الى ان اغلب الرأي الفلكي اعتقد بأن السدم الحلزونية خارج مجرة درب التبانة.

حتى وضعت الدراسة التي نشرها ادوين هابل في عام 1924 نهاية لعدم الاتفاق ، بدراسته لنجوم سيفايد المتغيرة التي تعتبر نجوما مرجعية لقياس المسافات في الفضاء ، ليعلن هابل ان اندروميدا ومثلها العديد هي مجرات خارج درب التبانة وبعيدة عنها ، في هذا الوقت استمر سليفر في حساب سرعات السدم ليصل عددهم الى 39 سديم حلزوني وكان اغلبهم يبتعد بسرعة هائلة. وباستخدام هابل لملاحظات سليفر توصل الى نتيجة ان الكون يتوسع.

وهذا يمنح فيستو سليفر دورا مهما في التوصل لاحد اعظم الاكتشافات الفلكية للقرن العشرين ممهدا الطريق لدراسة حركة المجرات في الكون المتوسع.

مجرة اندروميدا تتجه نحو مجرة درب التبانة ويُتوقع التصادم بينهما بعد اربعة مليارات عام لينتج عنهما مجرة اهليجية جديدة.

pic_iroberts1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر

ويليام هرشل
تلسكوب هرشل والسدم
السدم كما رسمها هرشل
الجزر الكونية فكرة ايمانويل كانت
نظرية الجزر الكونية
ايمانويل كانت
لورد روس
ويليام هاغينز
كيف أثر هاغينز في علم الفلك
التحليل الطيفي لسديم كما صورها هاغينز
فيستو سليفر
بيرسيفيل لويل
سبكتروغراف سليفر
اندروميدا من سديم الى مجرة
اكتشاف سليفر لدوران السديم الحلزوني
الزرقة والحمرة بالتحليل الطيفي Redshift & Blueshift
تأثير دوبلر Doppler effect
تصادم اندروميدا و درب التبانة
رسائل وملاحظات فيستو سليفر الاصلية
اكتشافات فيستو سليفر وملاحظاته لعام 1917
السدم الحلزونية و المناظرة الكبرى
مناظرة شابلي كورتيس
ادوين هابل يكتشف ان الكون يتوسع
النجم الذي غير نظرتنا للكون
اكتشافات فيستو سليفر وملاحظاته لعام 1924
الكون المتسع

 

One comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *